اختيار الزوجة :
بعد معرفنا انه العزوبيه مكروهه... لازم نعرف كيف نختار الزوجه الصالحه...
العلاقة الزوجية ليست علاقة طارئة أو صداقة مرحلية ، وإنّما هي علاقة دائمة وشركة متواصلة للقيام بأعباء الحياة المادية والروحية ، وهي أساس تكوين الاُسرة التي ترفد المجتمع بجيل المستقبل ، وهي مفترق الطرق لتحقيق السعادة أو التعاسة للزوج وللزوجة وللأبناء وللمجتمع ، لذا فينبغي على الرجل أن يختار من يضمن له سعادته في الدنيا والآخرة .
عن إبراهيم الكرخي قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : إنّ صاحبتي هلكت رحمها الله ، وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج ، فقال لي : « اُنظر أين تضع نفسك ، ومن تشركه في مالك ، وتطلعه على دينك وسرّك ، فإن كنت فاعلاً فبكراً تنسب إلى الخير وحسن الخلق ، واعلم:
ألا إنّ النســـاء خلقن شتى * فمنهنَّ الغنيمة والغـــــرام
ومنهنَّ الهـــلال إذا تجلّى * لصاحبه ومنهنَّ الظــــلام
فمن يظفر بصــالحهنَّ يسعد * ومن يعثر فليس له انتقام » (1)
وراعى الإسلام في تعاليمه لاختيار الزوجة ، الجانب الوراثي ، والجانب الاجتماعي الذي عاشته ومدى انعكاسه على سلوكها وسيرتها .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « اختاروا لنطفكم ، فإنّ الخال أحد الضجيعين » (2) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « تخيروا لنطفكم ، فإنّ العرق دسّاس » (3) .
وروي أنّه جاء إليه رجل يستأمره في النكاح ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « نعم انكح ، وعليك بذوات الدين تربت يداك » (4) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « من سعادة المرء الزوجة الصالحة » (5) .
فيستحب اختيار المرأة المتدينة ، ذات الأصل الكريم ، والجو الاُسري السليم .
وبالاضافة إلى هذه الاُسس فقد دعا الإسلام إلى اختيار المرأة التي
____________
1) من لا يحضره الفقيه 3 : 386 ، وتهذيب الاحكام 7 : 401 .
2) تهذيب الاحكام 7 : 402 .
3) المحجة البيضاء ، الفيض الكاشاني 3 : 93 ، ط3 ، دار التعارف ، 1401 هـ .
4) تهذيب الاحكام 7 : 401 .
5) الكافي 5 : 327 .
الزوجه الصالحه تتحلى بصفات ذاتية من كونها ودوداً ولوداً ، طيبة الرائحة ، وطيبة الكلام ، موافقة ، عاملة بالمعروف إنفاذاً وإمساكاً .
وفضّل تقديم الولود على سائر الصفات الجمالية ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : « تزوجوا بكراً ولوداً ، ولا تزوجوا حسناء جميلة عاقراً ، فاني أُباهي بكم الاُمم يوم القيامة » (2) .
ولم يلغِ ملاحظة بعض صفات الجمال لاشباع حاجة الرجل في حبه للجمال ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : « إذا أراد أحدكم أن يتزوج ، فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها ، فان الشعر أحد الجمالين » (3) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أفضل نساء أمتي أصبحهنَّ وجهاً ، وأقلهنَّ مهراً » (5) .
____________
2) الكافي 5 : 333 .
3) من لايحضره الفقيه 3 : 388 .
5) تهذيب الاحكام 7 : 404 .
ويستحب أن تكون النية في الاختيار منصبّة على ذات الدين ، فيكون اختيارها لدينها مقدّماً على اختيارها لمالها أو جمالها ، لأنَّ الدين هو العون الحقيقي للانسان في حياته المادية والروحية ، قال الامام جعفر الصادق عليه السلام : « إذا تزوج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك ، فإنّ تزوجها لدينها رزقه الله عزَّ وجلَّ جمالها ومالها (1) » .
ويكره اختيار المرأة الحسناء المترعرعة في محيط أُسري سيء ، والسيئة الخلق ، والعقيم ، وغير السديدة الرأي ، وغير العفيفة ، وغير العاقلة ، والمجنونة ، لأنّها تجعل الرجل في عناء مستمر تسلبه الهناء والراحة ، وتخلق الأجواء الممهّدة لانحراف الاطفال عن طريق انتقال الصفات السيئة إليهم ، ولقصورها عن التربية الصالحة .
عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال : « قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً ، فقال : أيُّها الناس إياكم وخضراء الدمن . قيل : يا رسول الله ، وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء » (3) .
وحذّر الإسلام من تزوج المرأة المشهورة بالزنا ، قال الإمام الصادق عليه السلام : « لاتتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا » (4) ، وذلك لأنّها تخلق في أبنائها الاستعداد لهذا العمل الطالح ، إضافة إلى فقدان الثقة في العلاقات بينها وبين زوجها المتدين ، إضافة إلى إنعكاسات انظار المجتمع السلبية اتجاه مثل هذه الاُسرة .
،
____________
1) من لا يحضره الفقيه 3 : 393 .
3) تهذيب الأحكام 7 : 403 . وجواهر الكلام 29 : 37 .
4) مكارم الأخلاق ، الطبرسي : 305 ، منشورات الشريف الرضي ، قم 1410 هـ .
]